سان خوان باوتيستا
نحن الآن أمام كنيسة سان خوان باوتيستا، الواقعة في قلب ساحة فوريوس في إستييّا. من النظرة الأولى، يتضح أن لهذه الكنيسة تاريخًا عريقًا – فقد بُنيت في القرن الثاني عشر وتمَّ تكريسها عام 1187. تخيل كم من الأجيال مرت هنا بينما المدينة من حولها تغيرت وتطورت.
هل تساءلت يومًا كيف يمكن لكنيسة أن تتغير على مر القرون؟ هذا بالضبط ما نراه هنا: بُنيت الكنيسة في الأصل على الطراز الروماني، ثم تم تجديدها في القرن الرابع عشر على الطراز القوطي. الواجهة الجنوبية خاصةً تعود لهذه الفترة وتُظهر كيف تطورت الأساليب المعمارية.
لكن الأمر لا يتوقف هنا. في القرن التاسع عشر، أُضيفت للكنيسة واجهة جديدة بطراز الكلاسيكية الجديدة – مزيج مثير بين عصور مختلفة يعكس تاريخ المنطقة. البرجان اللذان تراهما الآن اكتمل بناؤهما عام 1901، وهما يُضفيان شكلًا مميزًا على المبنى.
إذا نظرت بدقة، سترى أن الكنيسة تحتوي على ثلاثة ممرات وقبو متعدد الأضلاع في منطقة المذبح – وهو الجدار النهائي نصف الدائري أو متعدد الأضلاع في الكنيسة. في الداخل، ينتظرك مذبح رئيسي مذهل على الطراز النهضوي، صنع عام 1563 بواسطة الأخ خوان دي بوفيس وبيير بيكار. إنها تحفة فنية تعكس اهتمامًا كبيرًا بالتفاصيل.
من المعالم الأخرى البارزة هو المدخل الشمالي على الطراز الروماني. الأعمدة الزخرفية ورمز الكريسمون – رمز مسيحي يتألف من الحرفين اليونانيين خاي ورو – تستحق المشاهدة. هل رأيت رمز الكريسمون من قبل؟ إنه تمثيل للمسيح.
وفي الداخل أيضًا يوجد معمودية ضخمة على الطراز القوطي الأولي، ليست مجرد أداة دينية، بل دليل حي على الفن والإيمان في العصور الماضية.
إذاً، كنيسة سان خوان باوتيستا ليست فقط مكانًا للصلاة، بل هي كتاب تاريخ يعيش ويعكس عصور نافار من خلال هندستها المعمارية. مع التدقيق في التفاصيل، يمكنك أن تكتشف آثار الزمن وتفهم قيمة هذه الكنيسة لإستيّا والمنطقة بأسرها.




